إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 15 ديسمبر 2012

ولد مولود : استقالة ولد عبد العزيز مفتاح الحل في موريتانيا (مقابلة)

محمد ولد مولود

قال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولودفي مقابلة مع موقع السراج الإخباري إن أهم خدمة يمكن أن يقدمها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز للموريتانيين هي الاستقالة من منصب الرئاسة والدعوة إلى تشاور وطني لحل أزمة البلد والوصول إلى توافق وطني

نص المقابلة

السراج : بعد عودة ولد عبد العزيز، خلافا لما كانت المعارضة تؤكد من عجزه، أين أنتم الآن في المشهد السياسي وهل تراجعت المنسقية من المطالبة بالرحيل إلى مجرد الحوار


محمد ولد مولود : بودي أن أصحح لكم بعض المعلومات، نحن في منسقية المعارضة طالبنا بالكشف الصحي لرئيس الجمهورية، ذلك أننا لا نملك المعلومات الدقيقة عن الوضع الصحي للرئيس، ولذلك انتظرت ثلاثة أسابيع في انتظار ذلك الكشف قبل أن تخلص إلى أن هنالك بالفعل فراغا في منصب رئيس الجمهورية، وحيث لا توجد سلطة لتسيير أمور البلاد فإن هذا فراغ دون شك ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك.
وحينئذ كان من حقنا أن نقول إن هنالك فراغا دستوريا، وأن نبني على ذلك موقفا لإنقاذ البلد من الوضعية التي يعيشها بفعل إصابة الرئيس.
أما ما يتعلق بالوضع الصحي لولد عبد العزيز، فموقفنا منه هو الموقف الإنساني، أما الموقف السياسي فيتعلق بوضعية من يشغل منصب رئيس الجمهورية، وما إذا كان قادرا على مزاولة مهامه.
وعندما بدأت المعارضة التحرك من أجل ملأ الفراغ الدستوري وتحريك الحوار السياسي من أجل ذلك، أصيب ولد عبد العزيز بالفزع الشديد، وعاد إلى البلد فيما يشبه العملية الإعلامية ليثبت أن هذه سلطته المطلقة ولا يمكن نقاش مسألة خلافه.
وفي المحصلة فإن المعارضة ليست مسؤولية عن تحديد درجة مرض ولد عبد العزيز وخطورة ذلك المرض من عدمها، لكن ما لانقبله أن تكون الرئاسة ملكا شخصيا يوضع في صندوق يتحكم فيه شخص مجهول الوضع الصحي.


السراج : وحراككم للحوار مع الأغلبية في أي سياق يأتي.؟


محمد ولد مولود : كان ذلك ضمن سعينا لإحداث حالة توافق وطني بعد هذه الحادثة، ومن ذلك سعينا للحوار والتلاقي مع جهات نعارضها ونختلف معها بشكل جوهري في التصور السياسي، وأظن أن هذا ما عجل عودة ولد عبد العزيز ومخاطرته بوضعه الصحي،ولو كان وضعه الصحي مستقرا أو مشجعا لاكتفى بالتوجيهات من بعد، ولما خاطر بنفسه ليقوم ببعض الخرجات الإعلامية ويعود بعد ذلك لتلقي العلاج.


السراج : غياب الرئيس للعلاج في فرنسا ضاعف السؤال عن الدور الفرنسي في المشهد السياسي، وسط أنباء عن تسريب الفرنسيين معلومات إلى المعارضة بشأن وضع الرئيس الصحي؟


محمد ولد مولود : لم يقم الفرنسيون بأي دور فيما يعني علاقتهم بنا، لم يسربوا لنا معلومات ولا أظن أنه يجوز للفرنسيين دور في تحريك أو توجيه الوضع السياسي في موريتانيا والموريتانيون عليهم أن لا يقبلوا بذلك.

السراج : بعيدا عما يجوز، لكن فيما يقع ألم يكن للفرنسيين حضور خلال هذه الأزمة؟

محمد ولد مولود : في الواقع الفرنسيين لم يسربوا لنا أي معلومات ولا اقتراحات، ولا يمكن أن نصدر اتهامات بدون دليل.


السراج : قبل أيام نشرت مواقع الكترونية بشأن لقاء بين قادة المعارضة والسفير الفرنسي وأنه وبخ قيادات المعارضة على مواقفها؟

محمد ولد مولود : قرأت أيضا بيانا للجنة الدبلوماسية في منسقية المعارضة تفند هذا الخبر وبالتالي لاصحة له مطلقا.

السراج : التقيتم بعدد من السفراء خلال أزمة إصابة ولد عبد العزيز، في أي سياق تأتي هذه اللقاءات؟

محمد ولد مولود : كان السفراء يستفسرون عن رؤيتنا للوضع السياسي وذلك من أجل تجنب المنزلقات والوضع الخطير الذي يمكن أن تنجر إليه البلاد، إضافة إلى الاستفسار بشأن الانتخابات ومطالب المنسقية والوضع في مالي وموقفنا منه، وهذه هي وظيفة الدبلوماسية بشكل عام.

السراج : برأيكم ماهي الاحتمالات التي كانت متوقعة لو طالت فترة غياب الرئيس محمد ولد عبد العزيز؟

محمد ولد مولود : في تصوري أن ولد عبد العزيز لو كان موفقا لشجع بعد عودته أجواء التوافق والاستعداد للتوافق الوطني، ولاستغل بشكل إيجابي جو التسامح الذي دعت إليه منسقية المعارضة ودعت إليه، وللأسف كانت رسالته عكس ذلك، فقد جاء ليحرض على المنسقية وحتى على الأساتذة، وكل من يشكك في قدرة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وبالتالي أعاد الأمور إلى وضع متوتر كان بالإمكان تجاوزه.


السراج : يجري الحديث عن ضعف للمنسقية بعد عودة الرئيس محمد ولد عبد العزيز هل بدأت المنسقية دخول البيات الشتوي؟

محمد ولد مولود : لقد أثبت المسيرة الضخمة التي دعت إليها منسقية المعارضة قبل عودة ولد عبد العزيز بيومين ضخامة المساندة الجماهيرية لخطاب المعارضة، وهو بالفعل ما أثار فزع ولد عبد العزيز ودفعه للمخاطرة بنفسه، والعودة إلى البلد ليقول إنه لا فراغ دستوري، لكنه عاد بعد أسبوع، وهو ما يؤكد أن الرجل غير جاهز لأدارة البلد.
والخلاصة هي أن الرجل في امتحان وليس المنسقية، وكل ما يقوم به الآن هو دعاية إعلامية، لإثبات قدرته على الاستمرار وأن السلطات لا تزال بيديه.
إن الأكيد – بالنسبة لنا – هو أن أداء السلطة الحالية هو أداء إعلامي فقط، ويبدو أن ولد عبد العزيز يعتمد على مكتب إعلامي متخصص في الدعاية والتسويق الإعلامي.
ويمكن أن تنظروا مثلا إلى برنامج أمل 2012 ، حيث يبدو دليلا على التعاطي الإعلامي مع قضايا المواطنين، لقد استفاد ثلاثة ممونين أساسا من هذا المشروع، لكن أثره على أرض الواقع لا ينتاسب مع حجم الإنفاق الذي يصل 45 مليار من الأوقية.
هنالك دعاية إعلامية فجة، تناقض ما يجري على أرض الواقع،حيث تجد أن المنمين فقدوا أكثر من 50% من ثروتهم الحيوانية، ويعيش العمال في ظروف سيئة جدا، والسلطة تصطف مع الشركات الأجنبية ضد عمالها، وعمال الوظيفة العمومية يعيشون أسوء الظروف على مستوى الوضع المادي والعمل النقابي.
وفي الخلاصة فإن موقف السلطة من المواطنين هو موقف سلبي جدا وهو الذي يدفع المنسقية إلى المطالبة بتغيير النظام، بشكل ديمقراطي وسياسي وسلمي، يفتح أبوابا جديدة لصالح المواطنين.

السراج : دون شك هذه الرؤية هي عكس ما يقدمه النظام؟

محمد ولد مولود : لقد عودنا النظام على أن يقول عكس ما يجري في الواقع، ويظن أنه بتكرار هذه المغالطات سيصدقه الناس، إن الواقع الآن يؤكد أن الإدارة في موريتانيا ميتة، نظرا لإفراغها من كل الكفاءات واستبدالهم بآخرين لا يملكون الخبرة ولا التجربة، وفي بعض الأحيان لا يملكون الكفاءة حتى، وفوق ذلك فإن النظام يمركز كل شيئ بيده،وهو ما يعني أيضا حرمان الإدارة من وسائلها في التنمية والعمل لصالح المواطنين.

السراج : ماهي رؤيتكم للخروج من الأزمة؟


محمد ولد مولود : تحليلنا للوضع السياسي هو ان النظام الحالي يقود البلد إلى الهاوية، وأن سياساته لا تخدم الاستقرار ولا التنمية، ولهذا فإن أهم خدمة يمكن أن يقدمها محمد ولد عبد العزيز لموريتانيا هي أن يقدم استقالته ويدعو الموريتانيين إلى تشاور وطني، من أجل بناء مستقبل ديمقراطي وتوافق وطني
السراج : أعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز رفض المشاركة في الحرب في شمال مالي هل تحتاجون تأكيدا آخرا بشأن الموقف الرسمي؟

محمد ولد مولود : أولا على الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يصلح ما أفسده بشأن العلاقات مع مالي، لتأثير العلاقات على أجزاء كبيرة من سكان البلد، وعليه أن يعيد العلاقات الإيجابية للجوار والتسامح بين البلدين.
أما حديثه عن الحرب فيضم جزئين، جزء مقبول تماما، وهو الذي يتظاهر فيه بالتماشي مع رغبات الجيش والرأي العام، والجزء الثاني يستدرك فيه الرئيس محمد ولد عبد العزيز ويؤكد " إذا حصل استفزاز.. فلن نكتفي بالرد بل سنتجاوز ذلك".
ولهذا يمكن بمجرد أي استفزاز من أي طرف من أطراف الصراع في أزواد سيكون ذريعة للتدخل وجر موريتانيا إلى الحرب في شمال مالي.
نحن نعرف أن ولد عبد العزيز يريد الحفاظ على علاقات الثقة مع فرنسا وأن يشاطرها مواقفها وتصوراتها في المنطقة، وهو أيضا يعلم أن الجيش والشعب الموريتاني يرفضان تلك الحرب بشكل قاطع.
ويبقى السؤال هل ما قاله الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو موقف مبدئي أو أنه مناورة كسائر مناوراته، وهو رجل عودنا على المناورات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق