إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 20 فبراير 2012

لا للانقلاب نعم للثورة...















جمعت أعواد ثقابي وحملت علبة الكبريت وخرجت نحو ساحة "الأمل الذي انتظرته ألوف الجياع". لكن الحارس يصوب إلي بندقيته فيحرقني بوابل من "الرصاص الحارق" فيرديني قتيلا..، وأنا لا أحمل في يدي سوى علم كتب عليه شعب واحد مسلم وبلد حر مسالم.. لافتتة كتب عليها بلون الدم " لا للإتقلاب نعم للثورة"، أحمل بيدي مشعلا من نار موسى إلى فرعون وملئيه.

فهل يعقل أن يكون "أول من وجد أرضا مسيجة وقال هذه لي هو مؤسس المجتمع المدني" أم الصواب هو أن أول من وجد شعبا جبانا وقال هذه دولتي هو من يتولى بدكتاتوريته زمام الأمور . كل يوم أرى وطني ينزف دما تحت قبضة نظام المخابرات القمعي فلم أعد أتحمل فنزلت إلى الشارع أطالب بالحرية دون شرط أو كفالة، وأنا لا احمل بيدي سوى قارورة فيها رماد أثافي ومشعلا من زيت مطبخي يتقد بارتفاع غليان الأسعار وفتيل شرارة الأزمات المتفاقمة والنكبات المتصاعدة التي تلتهم الأخضر واليابس وتنكل زبانيتها بالجميع دون تمييز.
ومعطفي الذي ارتديه في هذا البرد الغارس يفوح كعطر منشم برائحة الموت، وقد كنا في – البدإ- شعبا واحدا لا فرق بين ابيض ولا أسود إلا بالبلوى.. لكن كسائي الذي يقيني البرد والحر والجوع والعري دعاء الله لإبراهيم، وأنا في الجحيم ولا يدري أحد.

هنالك في آخر الزقاق لمحت نفسي حين آنست نارا لعي آتي بها بقبس أو أجد على النار جذوة ليصطلي بها شعبي أو تضيء مآسي سكان هذا المنكب البرزخي المعزول عن العالم العربي منذ أزيد على أربعة عقود بلا مأوى... وحال شبابي بالبطالة والتهميش يروي قصة  شعب يعاني تحت أحذية الجلود وسياط العسكر منذ أزيد من خمسين سنة، قصة شعب اعزل أمام طواغيت ميليشيات القصر الرمادي الذين تدربوا على الاستخفاف بالمواطن الضعيف.، لأنهم ليسوا مؤهلين أصلا للذود عن البلاد والعباد بقدرما تم انتقاؤهم بوازع القرابة وتقريب الدماء المذهبية من اجل خدمة الحاكم عن طريق "جيش عمرو أو مليشيات زيد"، تارة بحجة فساد أو إصلاح جهاز الشرطة وتارة أخرى بذريعة حفظ النظام، لكنهم في الحقيقة ليسوا إلا بقية من جحافل فلول نظام علي أو معاوية.

فهل هي بداية تكريس لمرحلة جديدة من سياسة التوريث وعسكرة المذاهب و البحث عن تجييش العصابات المارقة وتكوين عساكر مرتزقة تحسبا لأي ثورة شعبية خوفا من الخروج على الطاغية في مسلسل الربيع العربي وعصر حرب الأنظمة على الشعوب التي انطلق صداها في الوطن العربي كالنار في الهشيم، لكن من لم يسمع طبول الحرب فهو أصم.
فكل مواطن موريتاني بسيط أصبح يدرك أن نظام ولد عبد العزيز أصبح عدوا له بفعل غطرسة نظامه وتسلط إدارته على الشعب سواء داخل إدارات الدولة أو عن طريق كافة الأجهزة البوليسية باستخدامها للتعسف بالسلطة على المواطن وتهديده في مواطن عمله حتى غدا الموظف متمالئا مع النظام على سحق شعبنا.

فكل الموظفين العموميين من أطباء ومدراء أو نوابا يستخدمون الميز العنصري على المواطن وحجب الحقيقة عن الرأي العام بنفوذ قربهم أو خوفهم من النظام فأصبحوا متمالئين معه خوفا من تعليق رواتبهم أو قطع أعناقهم. لكن هذا النظام العسكري سوف يزول لان الشعب يرفضه ولم يعد يرضى بحكم أصحاب البزاة العسكرية الذين يستخدمون رفض الشعب ليبررون به لا حقا أي انقلاب يقومون به.

اعتقد جازما أن ما يحدث في العالم العربي ليس بمعزل أو بمنئي عنا اليوم في موريتانيا، وذلك لتشابه هذه الأنظمة في كيفية الآلة التي تسحق بها شعوبها. هذا القمع الممنهج الذي يزاوله اليوم ولد عبد العزيز في هذا المنكب البرزخي وحده بعيدا عن العالم العربي .

لكن فمهما حاول من تبريرات أو قيود لهذه اللعبة التي يحاول واهما أن يبسط علينا بها نفوذه بممارسة الضغط بالغطاء على بركان غضب الشعوب وذلك بواسطة سياسة "تقييد المواطنين" والحملة التي يقودها عن طريق الوثائق المؤمنة... وخلق فرضيات واهية بعيدة من الواقع كالزخم الذي يحدثه حول افتتاح دكاكين لا تسمن ولا تغني من جوع، وكذلك محاولة استقطاب الشباب من خلال الإعلان عن تنظيم المسابقات الوهمية.
--------
محمد الأمين ولد يحيى
كاتب صحفي موريتاني مستقل
0022236367733/0022246781212
البريد الالكتروني: yahyawi@maktoob.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق