إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

اتفاقية ريف تجكجة... تصارع الموت

_ خاص مدونة تكانت _

ظل مركز القدية الإداري غائبا عن دائرة التشريع والرقابة البرلمانية الموريتانية في الغرفة الأهم في البرلمان (الجمعية الوطنية) منذ التعددية السياسية ، وإن حظي بتمثيل مشرف في الغرفة الأخرى (مجلس الشيوخ) الذي ظل السيد السالك ولد عبد الجليل - العمدة الحالي للقدية ومرشح حزب الوئام للفوز بها مجددا - عضوا به لفترة تناهز 15 سنة  عن دائرة تجكجة، وقد تبوأ السالك تلك المكانة السامية إثر اتفاق سياسي أبرم حينها مع أولاد اج في بلدبتي الواحات والتنسيق فيما عرف محليا (باتفاقية الريف) التي كانت تنص ولو بشكل ضمني على بقاء منصب شيخ المقاطعة لأهل القدية مقابل احتفاظ مركز الرشيد بأحد النواب والتنازل لسكان تجكجة عن النائب الآخر ، بيد ان تصدعا كبيرا أصاب جدران هذه الاتفاقية بعد الإطاحة بنظام ولد الطايع وإن لم يصل ذلك التصدع إلى حد انهيار المبنى كلية.

 
وفي حين استطاع ولد اج التأقلم مع الظروف ولبس لكل نظام لبوسه لم يستطع ولد عبد الجليل ذلك أو لم يرده حسب ما يقول أنصاره  فانعكس ذلك جليا على حضور ولد عبد الجليل في المقاطعة ، وقد تجلى ذلك في استحقاقات 2006 حيث فاز المنافس للسالك حينها بمقعد شيخ المقاطعة وفاز حلف ولد بادي رحمه الله وحمود ولد عبدي بمقعدي الجمعية الوطنية، وهو ما شكل مظهرا من مظاهر أول تصدعات جدران اتفاقية الريف وشكل نواة إحلال سياسيي تجكجة محل السياسي الداه ولد عبد الجليل واستبدال ولد اج بابن عمه الآخر حمود ولد عبدي.

 
واليوم وقد تأقلم ولد اج مع النظام لا حبا للحزب الحاكم ولا إعجابا بسياساته كما صرح به الرجل في أكثر من مناسبة بل حفاظا على منصبه السياسي وزعامته القبلية يوشك الوزير السابق السيد الداه ولد عبد الجليل على الوقوف من النظام على مسافة أبعد من تلك التى كان عليها قبل الاستحقاقات.

فهل سيصوت ناخبوا ولد عبد الجليل على الحليف التقليدي لهم السيد سيد أحمد ولد اج الذي رشحه الحزب الحاكم لمنصب نائب مقاطعة تجكجة ؟ وما هو المقابل الذي ينتظرونه من ذلك إن وقع ؟ أم سيؤمون وجهة حزب سياسيى جديد حين لم يرشح (الوئام) للنيابيات وهو البديل الأقرب إلى أحضان النظام في المنطقة.
 
وقد بات من شبه المفروغ منه أن أي اتفاق للحصول على منصب شيخ المقاطعة مقابل التصويت النيابي لم يعد متداركا الآن، ذلك لان الحزب الحاكم  رشح ولد اج لمنصب نائب وعينه على مستشاري بلدية الرشيد برمتهم وباتت حظوظ upr للفوز بمنصب شيخ المقاطعة أقوى من ذي قبل.


فهل يعني ذلك ان (اهل تجكجة) قد تداركوا الموقف ليبدأ العد التنازلي لتشييع  اتفاقية الريف إلى مثواها الأخير ، ولمن سيؤول منصب شيخ مقاطعة تجكجة ؟

وإذا افترضنا أن النظام يريد جبر خواطر ساكنة المنطقة العائمة بالمنصب حفاظا على توازنه في قواعده الانتخابية - وهذا هو الاحتمال الأرجح - وإليه تؤشر محاولة ترشيح السيد زيدان ولد اطفيل للمنصب نفسه في انتخابات تجديد ثلث مجلس الشيوخ المؤجلة فهل سيضع ذلك حدا نهائيا لتفاهم المصالح بين سكان ريف تجكجة ؟وما هي مصلحة السياسي المحنك السيد الداه ولد عبد الجليل في دخول الحزب الحاكم من مجرد (الكوة) .

بقلم : أحمد ولد ساليم 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق