مدينة تيشيت إحدى المدن التاريخية الموريتانية المصنفة ترراثا إنسانيا، تميزت بفنون معمارية جميلة، مازالت منارة مسجد المدينة وبقايا الدور القديمة تحكي قصة جمالها وعمق أصالتها.
وقد شهدت مدينة
تيشيت إزدهارا علميا وثقافيا متميزا جعلها قبلة لطلاب العلم. وكانت المدينة منطلقا
لقوافل تجوب البلاد شمالا وجنوبا حتي تخوم إفريقيا السمراء حاملة التجارة من
الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال محدثتا بذلك احتكاكا علميا وتجاريا بينها
وبين المناطق التى تمر نها، فكان هذا الاحتكاك مصدر ثراء علمي واقتصادي.
وقد خلف جهود
علماء مدينة تيشيت ثروة علمية هائلة أودعوها مخطوطاتهم ونوازلهم ورسائلهم ..إلا أن
هذه الخطوطات تعرضت للتدهور بفعل عاديات الزمن وقسوة الجفاف الذي ضرب البلاد حينا
من الدهر.
فما هي الجهود
التى قيم بها لإنقاذ هذه المخطوطات؟
بدأ الاهتمام
بمخطوطات مكتبات مدينة تيشيت في السبعينيات من القرن الماضي، عندما قام المعهد
الموريتاني للبحث العلمي و جِهة المانية سنة 79 بتصوير كم معتبر من مخطوطات مكتبات
مدينة تيشيت على الميكروفيلم، وتكررت هذه التجربة سنة 92 من طرف الجهات نفسها التى
قامت بها سنة 79، وفي سنة 98 تدخل المعهد الموريتاني للبحث العلمي بالتعاون مع
اليونسكو لفهرسة مخطوطات مكتبات مدينة تيشيت، وقد مكن هذا التدخل من فهرسة عدد
كبير من المخطوطات عكس نماذج مختلفة من الخطوطات شملت جل المكتبات الموجودة بالمدينة.
وفي سنة 2003 تدخل مشروع الصيانة وتثمين التراث
الثقافي الموريتاني من أجل فهرسة مخطوطات مكتبات مدينة تيشيت وذلك ضمن حملة وطنية
استهدفت جرد وفهرسة المخطوطات الموريتانية وقد تم تكليف ثلاثة أفراد من ملاك
مخطوطات مدينة تيشيت بفهرسة مخطوطات مكتبات المدينة، مكنت هذه العملية من فهرسة جل
مخطوطات المدينة ، إلا أن بعض المكتبات لم تشمل هذه الفهرسة لأسباب يبدو أنها
داخلية، وإن كان السبب المعلن هو ضيق الوقت الممنوح من أجل إنجاز العمل.
وفي ابريل 2006
قامت بعثة من المعهد الموريتاني للبحث العلمي بجهود علمية داخل مدينة تيشيت أنجزت
خلالها-ضمن مهام أخرى- فهرسة أكثر من 700 مخطوط بعضها من المكتبات التي لم تشملها
فهرسة مشروع صيانة وتثمين التراث الثقافي الموريتاني، نذكر بأن بعض هذه المكتبات
لم يقبل فهرسة مكتباته، كما فعل في الماضي، وتذرعا بعامل الوقت أحيانا وبغياب
المسؤول عن المكتبة أحيانا أخرى.
وفي سنة 2002
أقامت اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة وبالتعاون مع اليونسكو دورة
تدريبية لصالح القائمين على مخطوطات مدينة تيشيت، حضر هذه الدورة 13 مشاركا، والذي
يبدوا لنا أن نتائج هذه الدورة لم تكن على المستوي المطلوب.
وفي سنة 2002
قام مشروع الصيانة والتثمين التراثي الثقافي الموريتاني، وبالتعاون مع السفارة
الأمريكية ببناء ما سمي<< مركز المخطوطات
بتيشيت>> وهو عبارة عن
بيتين أحدهما خال إلا من الأوساخ والآخر يحتوي دواليب وطاولات حديدية، هذا المركز
ظل نسيا منسيا لدرجة أنه لا يكاد يذكر حتي في المناسبات التي تستدعى ذكره.
وفي سنة 2002
تم تشييد دار لصالح مخطوطات مكتبات مدينة تيشيت وذلك بتمويل من البنك الإسلامي
للتنمية وهذه الدرا مزودة ب 15 دولابا خشبيا، دخلتها حتي الآن ثلاث مكتبات صغيرة،
وأبدت مكتبات أخري من النفس الحجم تغريبا، استعدادها للإنضمام إليها، وهذه الدار
يعتبرها القائمون عليها نواتا لتجميع مكتبات مخطوطات مدينة تيشيت، ولكن لابد من
لكن، كما يقول توفيق بكار(أديب تونسي).
ورغم هذه الحجم
المعتبرمن التداخلات لصالح مكتبات مخطوطات مدينة تيشيت فإن النتائج مازالت دون
المستوي.
ويبدو أن التدخلات:
- لم تكن منسقة
- لم ترتب الأولويات بشكل موضوعي
- لم يبدأ لاحقها من حيث ينتهي سابقها، بل كررت
في بعض الأحيان نفس التجربة كما حصل في الفهرس مثلا.
- لم يرضي عنها أصحاب المخطوطات لسبب أو لآخر؛
ربما لاختلاف المنطلقات أو المفاهيم أو ..
تجارب التجميع
1. بدأ الإحساس
بضرورة توحيد الجهود لمخطوطات مكتبات تيشيت لثمانينات من القرن الماضي وقد تم
تجسيد هذا الإحساس عمليا من خلال تجميع من سبع مكتبات(أوعشر حسب البعض) هي:
-
مكتبة أهل الشريف عبد المؤمن
- مكتبة أهل محمدو بن زين
-مكتبة أهل محمدو بن الإمام
- مكتبة أهل حدي
- مكتبة أهل ناجم
- مكتبة أهل الشريف بوي،
- وجزء من مكتبة أهل شيخنا بوي حمدي.
- مكتبة أهل محمدو بن زين
-مكتبة أهل محمدو بن الإمام
- مكتبة أهل حدي
- مكتبة أهل ناجم
- مكتبة أهل الشريف بوي،
- وجزء من مكتبة أهل شيخنا بوي حمدي.
هذا التجمع
أطلق عليه اسم مكتبة أهل
الشريف عبد المؤمن ومازال يضم
ثلاث مكتبات فقط: مكتبة أهل محمدو بن زين، مكتبة أهل حدي، ومكتبة أهل الشريف عبد
المؤمن؛ بقية المكتبات الأخرى انسحبت من هذا التجميع بعضها معلنا أن مسترجعه من
مخطوطات لا يمثل عدد مخطوطاته التي دخل بها إلى التجميع.
2. هناك تجربة
أخري صامتة وقعت بشكل اندماج أو إدماج لثلاث مكتبات هي: مكتبة أهل يِدَّه، مكتبة
أهل محمد شواف، ومكتبة الواقف، هذه المكتبات الثلاث أطلق عليها اسم مكتبة أهل محمد
بن حمى الله
3. رغم أن دار
المخطوطات المشيدة بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية تعتبر ماكانا عموميا ورغم
أنها مجهزة بدواليب خشبية يعتبر الحفظ فيها أفضل بكثير من آليات الحفظ المتاحة
والممارسة من لدن ملاط المخطوطات، رغم كل ذلك فجل ملاك المخطوطات مازال ممتنعا من
إدخال مخطوطاته إلى هذه الدار وهو بذلك يمتنع من دخول التجمع الذي تشكلت نواته في
هذه الدار من خلال ثلاث مكتبات صغيرة.
ويبدو أن بعض
المكتبات ذات الحجم الكبير بدأ يعزز وجوده خارج تجمع الدار العمومية من خلال
مباشرة التجهيز الدور القديمة التي توجد بها المخطوطات تجهيزا جديدا كل الجدة على
النمط الذي كان سائدا(أهل محمد بن حمى الله مثلا)، أو مباشرة بناء دور جديدة خاصة
بالمخطوطات (أهل فاضل الشريف) مثلا،
وصف المكتبات
من خلال جدول
يمثل الجدول
التالي خلاصة مضامين استمارة استخدمناها ميدانيا بتقويم أوضاع مكتبات مخطوطات
مدينة تيشيت، وهي استمارة معدة لهذا الغرض أصلا، وتضمنت المحاور التالية:
- طبيعة وجود المكتبة؛ وحدها
- خدمات الفهرسة والتصوير
- عدد المخطوطات
- ظروف الحفظ
- تجارب التعاون
- النواقص في مجال الخبرة
جل المعلومات
التي تضمنتها هذه الاستمارة مصدرها بعض أفراد نادي الحفاظ على التراث الإنساني
بمدينة تيشيت
مكتبات تيشيت
الأهلية (التي تحتوي مخطوطات ليست بمكتبة التيشيت الكبرى)
ـ مكتبة أهل
الشريف بويَ
عدد
المخطوطات:220 (تقدير)
- موجودة ضمن التجمع الجديد
- ظروف الحفظ مقبولة(دواليب
خشبية)
- مصدرها إرث
- تضررت بسبب أمطار 99
- لا تتوفر على خبرة
- مفهرسة فهرسة جزئية
ـ مكتبة أهل إبراهيم
الخليل
عدد المخطوطات
:75 (تقدير)
- موجودة ضمن التجمع الجديد
- ظروف الحفظ مقبولة(دواليب
خشبية(
- مصدرها إرث
- تضررت بسبب أمطار 99
ـ مكتبة أهل
محمد بن الإمام
عدد المخطوطات:
400 (تقدير)
- موجودة ضمن التجمع الجديد
- ظروف الحفظ مقبولة(دواليب
خشبية)
- مصدرها إرث
- تضررت بسبب أمطار 99
ـ مكتبة أهل
أحمد الصغير
عدد المخطوطات:
233 (تقدير)
- مستعدة للانضمام إلى التجمع
الجديد
- مصدرها إرث
- ظروف الحفظ سيئة (صناديق)
- تضررت بسبب أمطار 99
- لا تتوفر على خبرة
- مفهرسة
- كثيرة الوثائق
ـ مكتبة أهل بو
عَسْرِيَّه
خصاصة (دار سكن)
عدد المخطوطات
120 تقدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق