إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 أبريل 2013

لمصلحة من يتم تهميش قرية جوينك؟


ليس من عادتي العزف على وتر الجهوية و لا الفئوية لأن مفهوم الوطن يسكن وجداني قناعة عملية لا نظرية انشائية، لكن عندما يقع الظلم و التهميش في أبشع صوره على قرية من هذا الوطن فلا تجد من يذود عن حماها و لا من يرفع شكواها.


عندها أجدني مضطرا لتلبية النداء لأتخندق في صف ذوي القربى و أصون عهد مرابع الصبا مستحضرا قولة عنترة
سكت فغر "أعدائي" سكوتي   وظنوني لأهلي قد نسيتُ
وكيف أنام عن سادات قوم     أنا من فضل نعمتهم ربيتُ
قرية جوينك الواقعة في بلدية السدود مقاطعة المجرية بولاية تكانت تتعرض منذ نشأة الدولة الموريتانية لتهميش ممنهج و إقصاء متعمد شمل كل المجالات و سخرت له وسائل متعددة كان من أخطرها بث التفرقة و إذكاء النزاعات الداخلية.
مظاهر هذا التهميش أكثر من أن تحصى لكن ذكر البعض يدل على الكل و الإشارة تكفي اللبيب.
1- تعطيل التنمية
تتوفر منطقة آفطوط التي تقع فيها القرية على العديد من عوامل جذب مشاريع التنمية لذلك ظلت منذ نشأة الدولة مسرحا لتدخل منظمات و مشاريع غير حكومية ضخت أموالا طائلة تحت لا فتات متعددة كما استفادت المنطقة و لا تزال من بعض التدخلات الحكومية، لكن حظ قرية جوينك من هذه المشاريع كان معدوما، فلم يستفد مزارعوها من أي دعم يذكر و لم تحظ تعاونياتها النسوية على كثرتها بأي عناية من الجهات الوصية، و الأكبر من كل ذلك أن سد القرية الذي يعتبر من أكبر السدوس في المنطقة تحاك مؤامرة لإزالته من الوجود حيث تماطل الحكومة في ترميمه منذ فترة و تضغط جهات أخرى لقطع مصب المياه المغذي له... إنه الحصار الاقتصادي في أوضح تجلياته و ما ذكر غيض من فيض.
2-  الحرمان من  الخدمات
ليس من الطبيعي و لا من المستساغ أن يشرب سكان جويك من مياه الآبار الملوثة و قريتهم تتربع على مياه جوفية تكفي لحاجتهم و تزيد، كما انه ليس من الطبيعي أن يتنقل مرضى القرية لعلاج أبسط الأمراض كالحمى و الإسهال لعدم وجود نقطة صحية فهل تعجز الوزارة الوصية عن توفير ممرض و قليل من التجهيزات الطبية بعد أن كفاها أهل القرية مؤنة بناء المركز و شيدوه على نفقتهم الخاصة.
من جهة أخرى كيف لنا أن نفهم حرمان قرية جوينك من خدمات الكهرباء رغم أن كافة قرى بلدية السدود الواقعة على طريق الأمل استفادت من المشروع المدشن مؤخرا لا بل شملت الاستفادة قرية خارج حدود ولاية تكانت، أليس هذا ضرب آخر من ضروب الإقصاء المتعمد؟
3- تهميش الكفاءات
ظلم آخر لا يقل خطرا عما سبق يقع على سكان القرية و هو تهميش المنحدرين منها من ذوي الكفاءات العلمية و إقصاءهم من الوظائف الإدارية الهامة.
إني لأفتح عيني حين أفتحها .... على كثير ولكن لا أرى أحدا
قد لا يناسب مقصد دعبل الخزاعي المقام لكنني وجدت كلماته معبرة عن الصورة التي أود نقلها، فعندما أفتح عيني في مجالس أهل قرية جوينك العامرة أرى كثيرا من الدكاترة و حملة الشهادات العليا و مختلف الكفاءات المؤهلة لتقلد مناصب عليا لكن عندما أنظر في مفاصل الدولة و أروقة إداراتها المتشعبة لا أرى أحدا من هؤلاء، أنظر الى ديوان الرئاسة الذي أصبحت الالتحاق بهي تكرمة توزع بشبه المجان فلا أرى منهم أحدا، أتفحص مختلف الوزارات من قمتها الى قاعدتها فلا أرى منهم أحدا، اتفقد المؤسسات الحكومية الكبرى فلا ارى في صدارتها أحدا منهم، أرجع البصر في القيادات الأمنية و العسكرية لعلي ألفي أحد أبناء القرية الذين خدموا قطاعاتهم طويلا و بكفاءة و مهنية فينقلب البصر خاسئا و هو حسير! لن أكتفي بسرد فصول التهميش الواقعة على قرية جوينك و لن أختم قبل أوجه رسائل أرجوا أن تصل مبتغاها و يفهم حق الفهم فحواها.
أولا أقول للمسؤولين عن تسيير شأن هذا البلد أننا في قرية جوينك لن نقبل بعد اليوم بمواطنة ناقصة و لن يضيع لنا حق مهما يكن السبب و سنتحمل مسؤولية ذلك مهما تكن النتائج. ثم أقول للسياسيين الذين دأبوا على التقاطر على القرية في مواسم الانتخاب و نسيانها بعد يوم الاقتراع إن عهد الاستغلال أزف على النهاية و زمن الموالاة المجانية ولى إلى غير رجعة. و أخير أختم بالقول لكل من تعود زرع الخلاف داخل القرية للاستفادة على حسابها و تغييبها من مسرح الفعل: إن عهد الفرقة أدبر و شباب جوينك اتحدوا و قالوا كلمتهم بوضوح: لن يستمر التهميش، لن يستمر الظلم فقد طفح الكيل و بلغ السيل الزبى.
و للمراهنين على عدم كثرة سكان القرية لا أجد أبلغ من رد السموأل:
تعيِّرنا أنـَّا قليلٌ عـديـدُنا     فقلتُ لها: إن الكرام قليلُ
محمد ولد اسويدي
رئيس اتحاد شباب قرية جوينك
Medcheikh83@gmail.com
22055661  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق