تعاني
مدينة القدية هذه الأيام من ندرة اللحوم الحمراء بفعل غلاء أسعار الماشية
وقلة توفرها في أحيان كثيرة ، فمنذ السنة الماضية _ والتي كانت عجفاء _ و
الناس في القدية يستجلبون ماشيتهم للبيع في سوق تجكجة أوكيفة أوحتى في
العاصمة أنواكشوط ..مايكون له الأثر البالغ في عدم توفر الماشية في سوق
القدية خاصة البقر باعتبار لحومه أكثرها استهلاكا في المدينة .
يذكر أن
عدم توفر أي نوع من اللحوم البيضاء يفاقم من هذا المشكل الذي يتمثل في
النقص الحاد لمادة اللحوم التي هي من المواد الضرورية (أوالحاجية المنزلة
منزلة الضرورية )، إذلا غنى للناس عن هذه المادة الغذائية المهمة والتي
يؤدي نقصها إلى مضاعفات صحية وأمراض مثل العشى الليلي ونقص مادة الحديد مما
يسبب فقر الدم ، وأمراض أخرى ..عافانا الله من كل سوء ومكروه .
لذالك
لابد من التفكير في حل جذري لهذه المعضلة ؛ ويكون _ في رأ ينا _ بخلق ثقافة
لدى التجار والفاعلين وأصحاب المبادرات الطيبة ثقافة توفير البدائل
المناسبة في الأوقات الصعبة والملحة وبأسعار تتماشى ودخل الأفراد والأسر
المتواضع .. واعتماد ثقافة التسهيل والتيسير بدل
الإنتهاز والتعسير على المواطنين المساكين ، والذين يعيشون ظروفاصعبة
وإستثنائية ، تلفحهم نيران الأسعار الملتهبة الصاعدة صعودا صاروخيا في
الهواء ، ومن جهة أخرى يزيد الطين بلة ويضاعف المشاكل تنا قص الثروة
الحيوانية وغياب الثقافة الزراعية والتنموية عموما بسبب الجفاف الماضي من
ناحية وتفشي ثقافة الاستهلاك أكثر من الإنتاج من ناحية أخرى .
وربما
تلعب الطفرة النوعية في إزدياد الحاجيا وطغيان الكماليات وإجتياحها لسوق
القدية ، وتنوع هذه الحاجيات والكماليات وكثرتها وغزوها للنفوس وشدة تعلق
العامة بهاوالتنافس المحموم عليها والسباق في ميادين الكماليات على حساب
الضروريات والحاجيات أحيانا كثيرة إن لم يكن بالدوام .
نقلا عن مدونة القدية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق