الشاعر
الشيخ ولد بلعمش
تيشيتُ قاسَمَتِ القطينَ شبابَها
وعلى الأحبَّةِ وزَّعت أنْخابَها
غفرت لكل العاشقين ذنوبهم
عند اللقاءِ و عطَّرتْ أثوابَها
فتحتْ لنا سِفْرَ الزمانِ و أسفرتْ
عن وجهِها للناظرينَ كتابهَا
ورق يعاتب لامسيهِ بحرقةٍ
و تُجدِّد الأيام فيه عتابَها
هذي دفاترُ من مضَى فترفَّقُوا
بالذكرياتِ و رافقوا أصحابَها
لما أناخوا بالشعاب ركابَهم
حبستْ بهاَ كلُّ العلوم ركابَها
فسَلُوا الربى أسَلتْ بنَا أربَابَها
و أجبْ فؤادِي بالدُّموعِ جوابَها
أيكونُ ما لَعبتْ يدُ الدنيا بهِ
حتى تُساعِدَ في الأسَى أتْرابَها
طللٌ بروح قصيدة هل تسمعو
نَ خطابَها أو تلمسون خضابَها
ذرفت بهاَ الألحان دمعَ سهادِنا
فكأنَّما قتلتْ به زريابَها
و تلوح مئذنة العروجِ فعرِّجُوا
يا زائرينَ و قبِّلوا أعتابَها
هل كان صدعًا أم فؤادَ شريفةٍ
غرستْ به كل الحروبِ حرابَها
و تقولُ لي قامتْ فقدْ سقط النَّصِيــــ
ـــفُ وأصلحتْ من بعدِ ذاكَ نقابَها
تيشيتُ أيتُهَا الأسيرةُ غالِبي
كلُّ القيودِ فقدْ عرفتِ غِلابَها
و سألتُها أين الشريفُ و ركبُه
فتأوَّهت و انتابَني ما انتَابَها
يا طيفَ عبد المومن النِّسبُ التي
أبقيتَ بعدكَ حقَّقتْ أنسابَها
الذكرُ و الحَسَنُ الجميلُ نصيبُهم
فبذاكَ جاوزت الديارُ نصابَها
تيشيت ما غِبْنا فلا تتغيبى
ذكرى و حاضرةً أبيتُ خرابَها
و لنا مع التاريخ بعدك موعدٌ
تدني ولاتةُ عنده أحبابَها
من بعدما كل العيون قريرةٌ
وادانُ يلبس بالرِّضَى أهدابَها
شنقيط تقرئكِ السلام وعهدُنا
بك تعشقين نخيلها و ترابَها
و زلالها و ظلالها و جمالَها
و رمالَها و رِحَالها و رحابَها
ولقد حفظتِ لها الوداد رسائلا
ما كان أنبل من ألان صلابَها
أسفِي عويصات العلوم تمنَّعت
و لقد ألفنا يازمانُ طلابَها
و كذاك يا عمري الجراح فهذه
حقبٌ تخبئ للكرام صعابَها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق